بعض نماذج المدن في الحضارات القديمة ( الجزء 3 )

المدينة في العصور الوسطى بأوروبا:

      منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية، تحركت القبائل و هجموا على المد و حطموها و سقطت الدولة و تدهورت الحضارة و اِنعدمت التجارة و التبادلات، و انتشرت الزراعة و الرعي و غابت الحرف و الصناعة و استمرت هذه الفترة 3-4 قرون و ساد الاِقطاع، بعد القرن 10 عادت الحياة كم جديد و تطورت الزراعة و زاد الإنتاج و أصبح هناك فائض يتطلب تصريفه و ظهرت على اِثره التجارة من جديد و تطورت الحرف و رجعت المدن تنتعش من جديد، لكنها تغيرت بصورة جديدة لظهور الديانة المسيحية، و أصبح المركز هو نفسه الكنيسة، و لها سلطة دينية و دنيوية مباشرة، و بها يوجد السوق، كذلك ظهور النقابات بجوار السوق، كذلك ظهور الاِكتشافات مثل المدفعية، و ظهور الأسلحة و تحوّل شكل السور من الدائري إلى النجمي، من حيث البناء و ظهور عربات الجرّ و البخار.


    و على اثرها توسعت الشوارع و اكتشفت مواد جديدة مثل الزجاج و القرميد و هي اضافات جديدة، غير أن هذا الوضع لم يستمر و نظرا لسيادة الكنيسة و سيطرتها و ظهور أفكار مخالفة لها، أصبحت القصور هي الممثلة لمركز المدينة و أصبحت تسمى المدن في هذه الفترة بمدن الباروك.

المدينة اليوم:

- نظرا للتقدم العلمي و التقني أصبحت المدن تلعب دورا هاما في حياة السكان صورتها تختلف من مجتمع لآخر، ففي العالم المتقدم المدينة رمز للرفاهية نتيجة التحضر الذي واكبه تطور و في العالم النامي (الثالث) فالمدينة هي رمز للبؤس و الفقر و الآفات الإجتماعية لأن التحضر واكبه نمو ديموغرافي.

    بظهور الثورة الصناعية ظهرت على إثرها العديد من الدن في مناطق الثروات المعدنية (أحواض الفحم و مناجم الحديد )، و في معظم دول الخليج قامت المدن على أساس الاِكتشافات البترولية، و قد اختفى السور من المدن و أصبحت ذات شوارع واسعة بل  حتى متخصصة لظهور السيارة و مختلف وسائل النقل الأخرى، وأصبحت المدن مليونية، ففي سنة 1900 كان عدد المدن المليونية 16 مدينة و في سنة 1990 أصبح 284 مدينة، نتج عنها في بعض الدول خاصة دول العالم النامي مظاهر سلبية و هو اِنتشار الأكواخ القصديرية، كما أنها أصبحت تتميز بامتدادها الواسع على مئات الكيلومترات Megalopolis (مدن متلاصقة) و عليه التضخم أصبح في شكل مساحي و حجمي.