علاقة التنمية الحضرية بالتنمية الاقتصادية في المدينة


*  في تدوينات سابقة تحدثنا عن التنمية الحضرية و التنمية الإقتصادية، الآن سنتطرق للعلاقة بينهما في المدينة .

 أولا:- العلاقة:

   نالت التنمية الحضرية الحظ الأوفر من التنمية الاقتصادية وهذا إن دل فإنه يدل على أن التنمية الحضرية ترتكز أساسا على التنمية  الاقتصادية و هذا يتضح من خلال نظرتنا إلى المدن المتروبولية الكبرى بالدول المتقدمة فمن خلالها نلاحظ أنه لولا تنمية اقتصادية محكمة لما وجدت أشكال وتطورات لحجم المدينة بهذا الحجم و الشكل لان الاقتصاد يصنع الأموال و بالأموال يمكننا أن نذهب بعيدا في  التنمية الاقتصادية لأن هذه الأخيرة تعتمد على أموال ضخمة حتى تصل إلى الواجهة.

   أما عن اعتماد التنمية الاقتصادية للتنمية الحضرية فيتضح لنا من خلال الدراسة أنه كلما تطورت المدينة حضريا زاد حجم الطلب على المنتوجات و هذا بزيادة حجم السكان وهذا ما يدفع إلى الحاجة إلى إنشاء منشآت اقتصادية جديدة تخدم هذه الرقعة الجغرافية من السكان  و من هنا نلاحظ كيف أن التنمية الحضرية دفعت التنمية الحضرية إلى الوجود.
كما لاحظنا أن كلا منهما يتطور على حساب العقار.


ثانيا:- الفرق:

   أما لو تحدثنا عن  الفرق فإنه يبدو جليا من خلال هدف كل واحد منهما فالتنمية الحضرية تهدف إلى تحقيق التنمية على مستوى الشبكة الحضرية من دون رجاء تحقيق أرباح حاضرا أو مستقبلا ,عكس التنمية الاقتصادية التي تهدف من خلال نشاطاتها تحقيق أرباح إن لم نقل أرباح و فقط.

   كما أننا لاحظنا من خلال دراستنا لهذين النمطين من التنمية أن التنمية الاقتصادية ترتكز في نموها على عناصر الإنتاج أما التنمية الحضرية فتعتمد في نموها على الجانب الديمغرافي و الحضري فحسب.


   أصبحت التنمية الحضرية من العناصر المهمة التي تخدم المدينة و الأفراد بشكل مباشر فأصبحت محط اهتمام العديد من المفسرين و المحللين الذين أرادوا من خلال إعطاء تعريف صحيح لها أن يطوروا بهذا المفهوم أسس و قواعد هذه العملية التي تساهم في إنشاء عناصر جديدة بالمدينة وكذا تحسين المستوى المعيشي للأفراد, كما لاحظنا من خلال الدراسة أن هذه العملية لن تكون إلا بوجود رؤوس الأموال التي توفرها بطبيعة الحال مختلف القطاعات الاقتصادية المختلفة بالمدينة و بهذا نستنتج أن الأول-التنمية الحضرية- هو الأصل و الثاني-التنمية الحضرية- هو المكمل و المطور.