بعض نماذج المدن في الحضارات القديمة ( الجزء1 )

       أولى المناطق التي ظهرت بها المدن هي مناطق و جود الحضارات الزراعية، و هذا مرتبط بوجود الأنهار لأنها توفر الأمن الغذائي و كذلك النقل، مع الإشارة إلى أن المدن ذات الحضارات القديمة ظهرت بها أكبر الامبراطوريات في التاريخ .

1- المدينة في الحضارة المصرية القديمة:  كانت بها حضارات على مستوى راق جدّا، الفكر الحديث بقي حائرا أمامها، و قد كانت الكتابة الهيلوغريفية تمثل بها المدينة و تكتب على شكل:
  
و هذا الشكل يعبر عن: 


الشيء أو العنصر الذي يميز الريف عن المدينة هو وجود المعبد الذي ييمثل أعلى نقطة في المدينة و يتخد شكل ضخم، و كانوا يعبدون الملك. و يعمل بالمعبد مجموعة من العبيد و بالقرب من المعبد يوجد قصر الملك ثم السوق، كانت المدينة تحتوي على عدد من المساكن المبنية من الطوب و مغطاة بسقوف من الخشب و جذوع الأشجار، السكان يشتغلون بالرعي و الزراعة و الظاهرة المميزة أنه يوجد عدد كبير المشتغلين بقطاع البناء، لأن بناء الأهرامات يتطلب عدد كبير من البنائين، اِضافة إلى وجود مخازن للتخزين و المدن محصنة بأسوار و خنادق، كذلك وجود مدينة الأموات و التي تمثل المقبرة حاليا و هي موجودة بالأهرامات أين يدفن الأموات بكل حاجياتهم و هي تتميز بنظام هراركي. 

2- المدينة في حضارة بلاد الرافدين:  اِنتشرت في بلاد الرافدين العديد من الحضارات، ففي الشمال كانت الحضارة الآشورية و في الجنوب الحضارة السومارية و في الوسط الحضارة البابلية، و قد ظهرت بها أولى المدن في التاريخ و هي مدينة أور و التي تتشكل من 3 أجزاء : 
   *مدينة داخلية: تضم المعبد، القصر، مناطق السكن المختلفة و هي محاطة بسور للحماية.
   *مدينة خارجية: و هي الضواحي أين نجد التجمعات السكنية حول المدينة الداخلية دورها توفير الغذاء.
   *الثغرة: مكان يشبه السوق، و هو سوق دائم يحتوي على مخازن و متاجر و بضائع و هو خارج المدينة.

     يشتغل سكانها في الزراعة و بعض الحرف يبلغ عددهم بين 50.000- 200.000 نسمة، حيث كانت مدينة بابل تضم 200.000 نسمة، البيوت مبنية من الطين و هي ذات طابق واحد فقط، يتمثل نمط البناء في مجموعة من الغرف، يتوسطهم فناء، لأنه يدخل الضوء و يساعد في التهوية أثناء فترات الحرّ.

3-المدينة في الهند و الصين: ظهرت حول كبرى الوديان التي تمر بها مثل نهر السند و نذكر هنا نموذج الهند أين ظهرت بها أولى المدن، و هي مدينة موهنجودارو و كانت عاصمة اِمبراطورية هندية قديمة، و قد بنيت على أحد روافد نهر السند و كان يقطن بها 20.000 نسمة.
المدينة محاطة بسور و هو من دواعي الاستقرار، المركز بها مخصص للقصر الملكي و بجوار القصر يوجد مساكن الأثرياء و باقي المدينة (جنوبها) مخصص لبقية السكان و تتميز المدينة الهندية موهنجودارو باِنتشار المطاحن التي قدّر عددها ب 35 مطحنة و عدد كبير من مخازن الحبوب، ومنه نقول بأن المدينة الهندية قد وصلت إلى مرحلة متطورة في تحويل المواد الغذائية، كما نجد نفس الصورة للمدينة الهندية في المدينة الصينية مع وجود اختلاف صغير و هو أن المدينة الصينية تحتوي بداخلها على مدينة صغيرة و هي محاطة بسور للحماية خاصة بالإمراطور تسمى ب الحي الإمراطوري مع كثرة الأسوار بالمدينة، مدينة بكين لها 3 أسوار متتالية.

4- المدينة في منطقة شمال إفريقيا: تمتد من المحيط الأطلسي حتّى حدود مصر، تتميز بحضارات ظهرت في تونس (قرطاجة)، و شرق الجزائر (الحضارة النوميدية) و كانت من أكبر الدول آن ذاك (ق 3 ق م)، تتميز بتطور الزراعة حتى سميت ب صومعة غلال روما، أهم المدن الموجودة في الحضارة النوميدية هي مدينة سيرتا، قدر عدد سكانها ب  80.000 نسمة، ملك نوميديا هو ماسينيسا و ضريحه موجود حاليا بالخروب، تحتوي مملكة نوميديا على 40 مدينة من البقايا الأثرية لهذه المدن، فإن أهم مميزاتها أن المنازل مبنية بالحجارة‘ ذات شكل مربع تعلوها قبة، أغلبية سكانها حرفيون، فالمدن تنتج بعض المواد الحربية (الرماح، السهام، السيوف...) و كذلك صناعة النسيج لوجود عدد كبير من المواشي و إنتاج الصوف كذلك صناعة الفخار لأدوات الطهي و الإطعام و الزينة، كذلك الجانب الريفي لهذه المدن حيث تتواجد بها المعابد و المدارس.